علق الناشط الاردني الفلسطيني إيهاب الطاهر على مقتل العالم الإيراني محسن فخري زادة، یوم الجمعة الماضیة، معتبرا أن "حجم المعلومات والأسرار المذهلة التي كانت بحياة زادة كبيرة جدا، أهمها أنه كانعلى رأس أهداف إسرائيل المرشّحة للاغتيال ، وهناك فيديو شهير لنتنياهو عام 2018 وهو يشير إلى صورة الشهيد وتحتها إسمه يقول فيه: "لقد فشلنا في اغتياله وتذكّروا هذا الإسم جيّداً"، حيث أنه كان المتهم بتزويد الفصائل الفلسطينية بسلاح يصل من غزة الى تل ابيب، وبهذه الصواريخ وبتكنولوجيا تصنيعها ، وتردّد في أروقة الموساد ثلاثة أسماء تمّ تحميلهم المسؤولية التقنية المباشرة بوصولها إلى غزة".
وأكد الكاتب أنه "وصلت للاستخبارات الإسرائيلية قبل أشهر معلومات بغاية الخطورة بأنّ إيران وحزب الله نجحا بتزويد حركتي حماس والجهاد بصواريخ كروز وطائرات مسيّرة نفاثة مُزوّدة بقنابل عنقودية کما یدعي، وكذلك بالتكنولوجيا اللازمة لتصنيعها في غزة ، والمسؤول الأول عن ذلك هو زادة، وكالعادة اعتبرت الجهات الاستخباراتیة الصهیونیة أن سوريا هي الممر لهذه الأسلحة، وادعی الکاتب أن هذا هو الذي يفسر لنا تكثيف الغارات الإسرائيلية على سورية في الأشهر الأخيرة ، والتي كانت تهدف إلى منع وصولها إلى غزة ، وهذا يفسر أيضا لماذا بدأت حماس في إدانة الغارات الإسرائيلية على سورية ، وذلك لأول مرة منذ عشر سنوات".
وأوضح أنه "منذ سنوات وأنا أتابع ما يتم تسريبه من مؤسسة إسرائيلية تدعى "نيئمان" التي تهتم بمتابعة أي تطور علمي وتكنولوجي في الوطن العربي والعالم الإسلامي وخصوصا إيران"، مؤكدا أنه لفت نظره قبل عامين تقريبا تقرير لها يتحدث عن إيران بأنها أصبحت قوّة تكنولوجية وعلمية عظمى تتفوق على عدد كبير من الدول المتقدمة علميا في الغرب ، وأيضا ذكر التقرير إسم زادة، فهذا التقرير يذكر بأنّ إيران وبإشراف زادة نقلت هذه التكنولوجيا المتقدمة لسوريا واليمن وحزب الله وللفصائل الفلسطينية ، حتى لا تظل حركات المقاومة وسوريا تحت رحمة الظروف المتغيّرة التي قد تمنع تدفق الأسلحة لها من طهران.
واعتبر الكاتب أن "أخطر الأسرار التي تكشف عن وقت التي تحدد فیه اتخاذ قرار اغتيال العالم الإيراني، على أن يتبعه عمليات اغتيال أخرى، واستهداف القدرات العسكرية لإيران ولمحور المقاومة بأكمله فکان في عام 2019 أي قبل عام ، تمّ عقد اجتماع سرّي في نيويورك شارك فيه عدد من القادة العسكريين والأمنيين الصهاينة، وشخصيات إماراتية وسعودية منهم يوسف عتيبة وتامر السبهان ، وعدد من قيادات منظمة "مجاهدي خلق الإيرانية" التي تتلقى دعما كاملا من إسرائيل والسعودية ، وأيضا حضره رودي جولياني وهو مستشار أمني مُقرّب جدا لترامب ، وهو على علاقة وثيقة بـ"مجاهدي خلق"، وما تم تسريبه يؤكد أن الاجتماع كان على جدول أعماله بند واحد هو تنفيذ عمليات أمنية داخل إيران ، ومحاولة عرقلة برنامجها الصاروخي والعسكري والنووي، وكذلك وضع الخطط لمنع وصول السلاح إلى سوريا، ومنها إلى لبنان وغزة، ويبدو أن خطة اغتيال زادة تم وضعها بهذا الاجتماع".
وأكد الكاتب أن "توقيت عملية الاغتيال بالوقت الذي يستعد فيه ترامب لمغادرة البيت الأبيض، تهدف من ورائه إسرائيل دفع إيران للرد رداً قويا يؤدي لمواجهة موسّعة تؤدي لخلط الأوراق، وتمنع بايدن من العودة للاتفاق النووي مع إيران ، لذلك أعتقد أن القيادة الإيرانية بذكائها وحنكتها السياسية لن ترد برد متهور وانفعالي، بل سيكون الرد مدروسا بعناية وبدقّة ، بحيث يكون بطريقة مشابهة لجريمة الاغتيال وبدون ضجيج، وسيكون مؤلما لكن دون أن يؤدي لحرب كبرى لا ترغب بها إيران بمثل هذه الظروف الدقيقة التي يستعد فيها ترامب للذهاب للجحيم".